فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (66)

{ نكالا } عقوبة ينزجر بها من وراءهم .

{ لما بين يديها وما خلفها } لما حولها من القرى ولمن حضر معهم ومن يجيء بعدهم . { وموعظة } وتخويفا وتذكيرا .

{ فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها }{[306]} عن ابن عباس جعلناها{[307]} بما أحللنا بها من العقوبة عبرة لما حولها من القرى كما قال تعالى : { ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون{[308]} فالمراد لما بين يديها وما خلفها في المكان .

{ وموعظة للمتقين } ونصحا وتعقيبا بالعواقب يمنع المتقين من الدخول فيما حرمه الله قال الماوردي وخص المتقين إن كانت موعظة للعالمين لتفردهم بها عن الكافرين والمعاندين وقال الزجاج . { وموعظة للمتقين } لأمة محمد صلى الله عليه وسلم أن ينتهكوا ما حرم الله عز وجل ما نهاهم عنه فيصيبهم ما أصاب صاحب السبت إذ انتهكوا حرم الله في سبتهم .


[306]:يقال: نكل بفلان إذا صنع به صنيعا يحذر غيره منه ويدفع عن الشر ويصرفه عنه ويخوفه أن يعمل مثله.
[307]:جعلنا القرية والمراد أهلها.
[308]:سورة الأحقاف الآية 27.