التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَجَعَلۡنَٰهَا نَكَٰلٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهَا وَمَا خَلۡفَهَا وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ} (66)

قوله تعالى { فجعلناها نكالا لما بين يديها }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله { فجعلناها نكالا لما بين يديها }أي عقوبة لما خلا من ذنوبهم .

وأخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله تعالى{ لما بين يديها }ما مضى من خطاياهم إلى أن هلكوا به .

قوله تعالى { وما خلفها }

وأخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مجاهد قوله { وما خلفها } التي قد أهلكوا بها يعني : خطاياهم .

وأخرج بسنده الجيد عن أبي العالية في قوله{ وما خلفها } أي عبرة لمن بقي بعدهم من الناس .

قوله تعالى{ وموعظة للمتقين }

قال الإمام عبيد الله بن بطة : حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل " .

( إبطال الحيل ص47 ، 46 ) . ذكره ابن كثير ثم قال : وهذا إسناد جيد ، وأحمد بن مسلم هذا وثقة الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح( التفسير1/193 ) .

وأخرج عبد الرزاق : عند تفسير هذه الآية عن معمر عن قتادة في قوله { فجعناها نكالا لما بين يديها وما خلفناه وموعظة } ، قال : لما بين يديها من ذنوبهم ، وما خلفها من الحيتان ، وموعظة للمتقين من بعدهم .

( التفسير ص38 ) ، وإسناده صحيح .