فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ قَالُوٓاْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوٗاۖ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ} (67)

{ هزؤا } لعبا وسخرية .

{ وإذا قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزؤا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين }- وهذه الآية مما وبخ الله بها المخاطبين من بني إسرائيل في نقض أوائلهم الميثاق الذي أخذ الله عليهم بالطاعة للأنبياء فقال لهم : واذكروا أيضا من نكثكم ميثاقي إذ قال موسى لقومه ، وقومه بنو إسرائيل إذ ادارؤوا في القتيل الذي قتل فيهم إليه : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزؤا والهزء اللعب والسخرية . . . ولا ينبغي أن يكون من أنبياء الله فيما أخبرت به عن الله من أمر ونهي هزو أو لعب فظنوا بموسى أنه في أمره إياهم عن أمر الله تعالى ذكره بذبح البقرة عند تدارئهم في القتيل إليه أنه هازئ ولاعب ولم يكن لهم أن يظنوا ذلك بنبي الله وهو يخبرهم أن الله هو الذي أمرهم بذبح البقرة{[309]} . عن عبيدة قال كان في بني إسرائيل رجل عقيم أو عاقر ، قال فقتله وليه فاحتمله فألقاه في سبط غير سبطه قال : فوقع بينهم فيه الشر حتى أخذوا السلاح قال فقال أولوا النهى : أتقتلون وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال فأتوا نبي الله فقال اذبحوا بقرة فقالوا أتتخذنا هزوا ؟ قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين .


[309]:ما بين العارضتين من جامع البيان.