{ لَن يَنَالَ الله لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا } أي لن يصعد إليه ولا يبلغ رضاه ولا يقع موقع القبول منه لحوم هذه الإبل التي تتصدّقون بها ولا دماؤها التي تنصب عند نحرها من حيث إنها لحوم ودماء { ولكن يَنَالُهُ } أي يبلغ إليه تقوى قلوبكم ، ويصل إليه إخلاصكم له وإرادتكم بذلك وجهه ، فإن ذلك هو الذي يقبله الله ويجازي عليه . وقيل : المراد : أصحاب اللحوم والدماء ، أي : لن يرضى المضحون والمتقرّبون إلى ربهم باللحوم والدماء ، ولكن بالتقوى . قال الزجاج : أعلم الله أن الذي يصل إليه تقواه وطاعته فيما يأمر به ، وحقيقة معنى هذا الكلام تعود إلى القبول ، وذلك أن ما يقبله الإنسان يقال : قد ناله ووصل إليه ، فخاطب الله الخلق كعادتهم في مخاطبتهم { كذلك سَخَّرَهَا لَكُمْ } كرّر هذا للتذكير ، ومعنى { لِتُكَبّرُوا الله على مَا هَدَاكُمْ } هو قول الناحر : الله أكبر عند النحر ، فذكر في الآية الأولى الأمر بذكر اسم الله عليها . وذكر هنا التكبير للدلالة على مشروعية الجمع بين التسمية والتكبير . وقيل : المراد بالتكبير : وصفه سبحانه بما يدلّ على الكبرياء ، ومعنى { على مَا هَدَاكُمْ } : على ما أرشدكم إليه من علمكم بكيفية التقرّب بها ، و«ما » مصدرية ، أو موصولة { وَبَشّرِ المحسنين } قيل : المراد بهم : المخلصون . وقيل : الموحدون . والظاهر أن المراد بهم : كل من يصدر منه من الخير ما يصح به إطلاق اسم المحسن عليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.