جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (37)

{ لَن يَنَالَ اللَّهَ } : لن يصل إليه ، { لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } أي : النية والإخلاص فإنها هي المتقبل منكم ، ويجزي عليها نزلت{[3374]} في أن الكفرة إذا ذبحوها لآلهتهم وضعوا عليها من اللحوم ونضحوا عليها من دمائها ، وعن بعض كانوا ينضحون بلحومها ودمائها ، فقال بعض المسلمين : نحن أحق أن نضح البيت ، { كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ } : كررها تذكيرا لنعمة التسخير وتعليلا له بقوله { لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ } : تعظموه ولا تثبتوا لغيره الكبرياء ، { عَلَى مَا هَدَاكُمْ } إلى كيفية التقرب إلى الله بها ، ولتضمن تكبروا معنى تشكروا عدّاه بعلى ، { وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ } : الذين أحسنوا أعمالهم ،


[3374]:وروي عن ابن عباس –رضي الله عنه- /12 منه.