الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (37)

{ لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَآؤُهَا } وذلك أنّ أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن لطّخوا حيطان الكعبة بدمائها فأنزل الله سبحانه { لَن يَنَالَ اللَّهَ } أي لن يصل إلى الله { لُحُومُهَا وَلا دِمَآؤُهَا } .

{ وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ } أي النيّة وإلاخلاص وما أُريد به وجه الله عزّ وجلّ ، وقرأ يعقوب تنال وتناله بالتاء ، غيره : بالياء .

{ كَذلِكَ } هكذا { سَخَّرَهَا } يعني البدن { لَكُمْ لِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } لإعلام دينه ومناسك حجّه وهو أن يقول : الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أبلانا وأولانا .