قوله تعالى : { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها }[ 35 ] إلى قوله : { إن الله لقوي عزيز }[ 38 ] .
أي : لن يصل إلى الله لحوم هديكم ، ولا دماؤكم ولكن يناله اتقاؤكم إياه وأرادتكم بها وجهه وتعظيمكم حرماته . وتقديره : لن يتقبل الله لحوم هديكم ولا دماؤها ، وإنما يتقبل إخلاصكم لله وتعظيمكم لحرماته .
وقيل : المعنى : لن يبلغ رضا الله لحومها ولا دماؤها ولا يرضيه ذلك عنكم ، ولكن يبلغ رضاه التقوى منكم ، ويرضيه ذلك عنكم .
وفي الكلام مجاز وتوسع ، إذا أتى ( لن ينال الله ) في موضع لن يبلغ رضا الله وحَسُنَ ذلك ، لأن كل من نال شيئا فقد بلغه .
وقال ابن عباس{[46967]} : كانوا في الجاهلية ينضحون بدم البدن ما حول البيت ، فأراد المسلمون أن يفعلوا ذلك فأنزل الله الآية ؟
ثم قال : { كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم }[ 35 ] .
أي : هكذا سخر لكم البدن لكي تعظموا الله على توفيقه لكم{[46968]} لدينه والنسك في حجكم .
وقيل : معناه : لتكبروا الله على ذبحكم في الأيام المعلومات .
{ ولشر المخبتين } أي : وبشر يا محمد الذين أطاعوا الله فأحسنوا في طاعتهم إياه في الدنيا بالجنة إلى الآخرة .
أي : يصرف عن المؤمنين مرة بعد مرة غائلة المشركين وما يريدون بالمؤمنين . فيكون ( يدافع ) على معنى : تكرير الفعل من الله ، لا على معنى مدافعة اثنين . وهذا كقوله{[46969]} : فيضاعفه له : فيفاعل للتكرير{[46970]} . أي : يضعف له مرة بعد مرة ، لا أن ثم فاعلين مثل : قاتل .
ومن قرأ{[46971]} . يَدْفَعُ{[46972]} : أراد مرة واحدة . وعدل من يفاعل ، لأن أكثر باب المفاعلة أن يكون من اثنين ، والله تعالى ذكره ، لا يمانعه شيء .
وقيل : معناه : أن الله يدفع عن المؤمنين شدائد الآخرة وكثيرا من شدائد الدنيا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.