القرآن الكريم - فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تفسير سورة آل عمران

{وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ خَيۡرٞ لِّأَنفُسِهِمۡۚ إِنَّمَا نُمۡلِي لَهُمۡ لِيَزۡدَادُوٓاْ إِثۡمٗاۖ وَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (178)

{ ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم } لا يظنن كافر أن إمهال الله تعالى له وتنعيمه وحمله عليه فيه الخير له{[1228]} كلا { إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } وذلك كقول المولى تقدست أسماؤه { أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون }{[1229]} ومهما أوتوا من متاع فإنهم به مستدرجون ؛ { . . . سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين }{[1230]} .

{ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين } [ والآية نص في بطلان مذهب القدرية ؛ لأنه أخبر أنه يطيل أعمارهم ليزدادوا الكفر بعمل المعاصي وتوالي أمثاله على القلب كما تقدم في بيان ضده وهو الإيمان ] . {[1231]}

[1228]:مما نقل صاحب الجامع لأحكام القرآن: وروي عن ابن مسعود قال: ما من أحد بر ولا فاجر إلا الموت خير له فإن كان برا فقد قال الله تعالى {وما عند الله خير للأبرار} وإن كان فاجرا فقد قال تعالى {إنما نملي لهم ليزدادوا إثما...}.

[1229]:من سورة المؤمنون الآيتان 55-56.

[1230]:من سورة القلم من الآية 44 إلى الآية 45.

[1231]:ما بين العلامتين[] من الجامع لأحكام القرآن.

الآية السابقة الآية التالية