فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (7)

{ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا 7 ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما8 }

واذكر وذكر إذ أخذت من الأنبياء العهد على الوفاء بما حملوا ، وأن يبشر بعضهم ببعض ويصدق بعضهم بعضا كالذي يشير إليه معنى قول الله سبحانه : )وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين( {[3602]} [ أي أخذ عليهم أن يعلنوا أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلن محمد صلى الله عليه وسلم أن لا نبي بعده{[3603]} وكذا معنى قول الحق – تبارك اسمه- : ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما صينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه . . ( {[3604]} ، وهؤلاء الرسل الكرام دخلوا في زمرة النبيين – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- لكن إفرادهم بالذكر –وهو من باب عطف الخاص على العام- لبيان فضلهم ، ولأنهم من أولي العزم من الرسل ، وأخذ الله تعالى منهم ميثاقهم الذي واثقهم به وإنه لعظيم ، ليسأل الله المصدقين بالرسل عن وفائهم بحق الدعوة ، وأما الذين كفروا فالنار مثواهم ، وإن عذابها لشديد وجعه ، وقوله تعالى : { ليسأل الصادقين عن صدقهم }


[3602]:سورة آل عمران. من الآية 81.
[3603]:سورة الشورى من الآية 13.
[3604]:سورة الشورى من الآية 13.