الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (7)

ثم قال تعالى : { وإذا أخذنا من النبيئين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم } .

المعنى عند الطبري : { كان ذلك في الكتاب مسطورا } أي كتبنا ما هو كائن في اللوح المحفوظ ، { وإذا أخذنا من النبيئين ميثاقهم } كان ذلك أيضا ، في الكتاب مسطورا يعني العهد والميثاق{[55275]} .

فالعامل في " إذ " على هذا : " كان "

والعامل فيها عند أبي إسحاق / " اذكر " مضمرة أي : واذكر إذ أخذنا{[55276]} .

قال ابن عباس : أخذ منهم الميثاق على قومهم{[55277]} .

وقال ابن أبي بن كعب : هو مثل : { وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم } الآية{[55278]} فأخذ ميثاقهم على الأنبياء منهم الذين كانوا كالسراج ، ثم أخذ ميثاق النبيئين خاصة على الرسالة{[55279]} .

روى قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث " {[55280]} .

فلذلك وقع ذكره هنا مقدما قبل نوح وغيره لأنه أولهم في الخلق .

وقيل : المعنى : إن الله جل ذكره أخذ الميثاق على النبيئين أن يصدق بعضهم بعضا{[55281]} .

قال مجاهد : { ومنك ومن نوح } : في ظهر آدم{[55282]} ، فالمعنى أخذ الله عليهم الميثاق إذ أخرجهم من ظهر آدم عليه السلام كالذر .


[55275]:انظر: جامع البيان 21/125
[55276]:انظر: معاني الزجاج 4/216
[55277]:انظر: تفسير سفيان الثوري 241، والدر المنثور 6/570
[55278]:الأعراف: آية 172
[55279]:انظر: المحرر الوجيز 13/52
[55280]:أورده ابن عدي في الكامل في الضعفاء 3/919، وعلي المتقي في كنز العمال (32126) والطبري في جامع البيان 21/126، والبغوي في تفسيره 5/231، والقرطبي في الجامع 14/127، وابن كثير في تفسيره 3/470، والخازن في تفسيره 5/231، والألباني في السلسلة الضعيفة 661.
[55281]:هو قول الطبري في جامع البيان 21/126، وفي الدر المنثور 6/568 نسبة هذا القول إلى قتادة
[55282]:انظر: جامع البيان 21/126، والدر المنثور 6/ 568 وتفسير مجاهد 547