النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ مِيثَٰقَهُمۡ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٖ وَإِبۡرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَۖ وَأَخَذۡنَا مِنۡهُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا} (7)

قوله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : ميثاقهم على قومهم أن يؤمنوا بهم ، قاله ابن عباس .

الثاني : ميثاق الأمم على الأنبياء أن يبلغوا الرسالة إليهم ، قاله الكلبي .

الثالث : ميثاق الأنبياء أن يصدق بعضهم بعضاً ، قاله قتادة .

{ وَمِنكَ وَمِن نَّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } روى قتادة عن الحسن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِنَ نُّوحٍ } قال : " كُنتُ أَوَّلَهُم فِي الخَلْقِ وَآخِرَهُم{[2207]} في البَعْثِ " .

{ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثاقاً غَلِيظاً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أن الميثاق الغليظ تبليغ الرسالة .

الثاني : يصدق بعضهم بعضاً .

الثالث : أن يعلنوا أن محمداً رسول الله ، ويعلن محمد أنه لا نبي بعده .

وفي ذكر من سمى من الأنبياء مع دخولهم في ذكر النبيين وجهان :

أحدهما : تفضيلاً لهم .

الثاني : لأنهم أصحاب الشرائع .


[2207]:رواه الترمذي في المناقب رقم 3613، وأحمد في المسند 4/ 66 و 5/ 379 و 5/ 59