{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في الكتاب مسطورا6 }
رسول الله خاتم النبيين أولى بالمؤمنين وأحق وأرفق بهم من أنفسهم ، لأن أنفسهم قد تدعوهم إلى الهلاك والسوء ، وهو -صلى الله عليه وسلم – يدعوهم إلى النجاة والفوز والرشد ، وقيل : هو إذا أمر بشيء ودعت النفس إلى غيره كان أمر النبي أولى .
في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه{[3598]} وأنا آخذ بحجزكم{[3599]} وأنتم تقحمون فيه : وفي رواية جابر : " وأنتم تفلتون من يدي : ، ويروي : " أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها تقحم الفراش " .
[ قوله تعالى : { النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } هذه الآية أزال الله تعالى بها أحكاما كانت في صدر الإسلام ، منها : أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي على ميت عليه دين ، فلما فتح الله عليه الفتوح قال : " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم فمن توفي وعليه دين فعلي قضاؤه ومن ترك مالا فلورثته " أخرجه الصحيحان ، وفيهما أيضا : " فأيكم ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه " . . . . { وأزواجه أمهاتهم } شرف الله تعالى أزواج نبيه صلى الله عليه وسلم بأن جعلهن أمهات المؤمنين ، أي في وجوب التعظيم والمبرة والإجلال وحرمة النكاح على الرجال . . . . . قوله تعالى : { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين . . } أراد بالمؤمنين الأنصار وبالمهاجرين قريشا . . . . عن قتادة قال : كان نزل في سورة الأنفال : )والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا . . ( {[3600]} فتوارث المسلمون بالهجرة ، فكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المسلم المهاجر شيئا حتى يهاجر ، ثم نسخ ذلك في هذه السورة بقوله : { وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض . . } . . . . { في كتاب الله . . } يحتمل أن يريد القرآن ، ويحتمل أن يريد : اللوح المحفوظ الذي كتب فيه أحوال خلقه . . و{ من المؤمنين } متعلق ب { أولى } . . . قوله تعالى : { إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا } يريد الإحسان في الحياة ، والوصية عند الموت ، أي إن ذلك جائز . . . . { في الكتاب مسطورا } . . . قال قتادة : أي مكتوبا عند الله عز وجل ألا يرث كافر مسلما . . ]{[3601]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.