فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱسۡتِكۡبَارٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَكۡرَ ٱلسَّيِّيِٕۚ وَلَا يَحِيقُ ٱلۡمَكۡرُ ٱلسَّيِّئُ إِلَّا بِأَهۡلِهِۦۚ فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ ٱلۡأَوَّلِينَۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا} (43)

{ ومكر السيء } والاحتيال بخبث ، والمخادعة بدهاء للتوصل إلى السوء .

{ يحيق } يحيط .

{ فهل ينظرون } ما ينتظرون .

{ سنة الأولين } سنة الله في إهلاك السابقين من المجرمين .

{ تبديلا } فيعافي المفسدين .

{ تحويلا } فيهلك غير الباغين

{ ولايحيق المكر السيء إلا بأهله } لا تحيط عاقبة المكر السيء والإضلال عن الهدى إلا بالكافرين الماكرين ، الصادين عن توحيد رب العالمين ، فمن دعا إلى غي فهو أضل الضالين ، وأولئك لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم ، فما ينتظرون إلا أن يبطش الله تعالى بهم كما مضت سنته فأهلك المكذبين الأولين- و { سنة الأولين } من إضافة المصدر إلى مفعوله-( وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم وجعلناهم للناس آية . . ( {[3869]} )وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين . وقارون وفرعون وهامان ولقد جاء موسى بالبينات فاستكبروا في الأرض وما كانوا سابقين . فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون( {[3870]}


[3869]:سورة الفرقان. من الآية 37.
[3870]:سورة العنكبوت. الآيات من: 38 إلى 40.