الآية 40 وقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آَيَاتِنَا } قرأ بعضهم { يُلحِدون } برفع الياء ، وقرأ بعضهم بنصبها{[18544]} .
فمن قرأ بالرفع فتأويله{[18545]} : إن الذين يميلون عن قبول آياتنا . قال أبو عوسجة : الإلحاد الميل ، وأخذ اللّحد من هذا .
ومن قرأ بالنصب فيقول{[18546]} : يعلمون في آياتنا أن الذين يعملون في دفع آياتنا وإبطالها { لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } [ هذا ]{[18547]} وعيد منه لهم ؛ يقول{[18548]} : { لا يخفون } هم وما يفعلون { علينا } فنجزيهم بذلك ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آَمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ } يشبه أن يكون هذا صلة لآيتين تقدم ذكرهما :
إحداهما : قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ } الآية [ فصلت : 30 ] هذه في المؤمنين ، وقال في الكافرين : { فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا } الآية [ فصلت : 27 ] .
والآية{[18549]} الثانية : قوله عز وجل : { وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ } [ فصلت : 34 ] يقول : { أفمن يُلقى في النار } بأعمال السوء { خير أم من يأتي آمنا } من ذلك بأعمال الحسنة ؟ أي تعلمون{[18550]} أن من يُلقى في الآخرة في النار ليس كالذي يأتي آمنا من ذلك كله ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ } يحتمل هذا وجهين :
أحدهما : على التخيير ، لأنه جلّ ، وعلا ، بين السبيلين /486–أ/ جميعا على المبالغة بيانا شافيا واضحا ، وبيّن عاقبة كل سبيل ؛ من سلكه إلى ماذا يُفضي ؟ ثم قال : { اعملوا ما شئتم } أي اسلكوا أي سبيل شئتم ، فإن
سلكتم طريق كذا فلكم كذا ، وإن سلكتم طريق كذا [ فلكم كذا ]{[18551]} والله أعلم .
والثاني : على الوعيد ، وكذا قوله : { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } على الوعيد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.