إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ ءَايَٰتِنَا لَا يَخۡفَوۡنَ عَلَيۡنَآۗ أَفَمَن يُلۡقَىٰ فِي ٱلنَّارِ خَيۡرٌ أَم مَّن يَأۡتِيٓ ءَامِنٗا يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ٱعۡمَلُواْ مَا شِئۡتُمۡ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (40)

{ إِنَّ الذين يُلْحِدُونَ } يميلونَ عن الاستقامةِ . وقُرِئ يُلحدون { وَإِذَا رَأَيْتَ } بالطعنِ فيَها وتحريفُها بحملها على المحاملِ الباطلةِ { لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا } فنجازيَهم بإلحادِهم . وقولُه تعالَى : { أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة } تنبيهٌ على كيفيةِ الجزاءِ { اعملوا ما شئتم } من الأعمال المؤديةِ إلى ما ذُكِرَ من الإلقاءِ في النارِ والإتيانِ آمناً ، وفيه تهديدٌ شديدٌ { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } فيجازيكُم بحسبِ أعمالِكم .