فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (7)

{ وَإِذْ } منصوب بإضمار اذكر . و { أَنَّهَا لَكُمْ } بدل من إحدى الطائفتين . والطائفتان : العير والنفير . { غَيْرَ ذَاتِ الشوكة } العير ، لأنه لم يكن فيها إلا أربعون فارساً ، والشوكة كانت في النفير لعددهم وعدتهم : والشوكة : الحدّة مستعارة من واحدة الشوك . ويقال : شوك القنا لشباها . ومنها قولهم : شائك السلاح ، أي تتمنون أن تكون لكم العير ، لأنها الطائفة التي لا حدّة لها ولا شدّة ، ولا تريدون الطائفة الأخرى { أَن يُحِقَّ الحَقَّ } أن يثبته ويعليه { بكلماته } بآياته المنزلة في محاربة ذات الشوكة ، وبما أمر الملائكة من نزولهم للنصرة ، وبما قضى من أسرهم وقتلهم وطرحهم في قليب بدر . والدابر الآخر : فاعل من دبر . إذا أدبر . ومنه دابرة الطائر وقطع الدابر عبارة عن الاستئصال ، يعني أنكم تريدون الفائدة العاجلة وسفساف الأمور وأن لا تلقوا ما يرزؤكم في أبدانكم وأحوالكم والله عز وجل يريد معالي الأمور ، وما يرجع إلى عمارة الدين ، ونصرة الحق ، وعلوّ الكلمة ، والفوز في الدارين . وشتان ما بين المرادين . ولذلك اختار لكم الطائفة ذات الشوكة ، وكسر قوّتهم بضعفكم ، وغلب كثرتهم بقلتكم ، وأعزّكم وأذلهم ، وحصل لكم ما لا تعارض أدناه العير وما فيها . وقرىء : «بكلمته » ، على التوحيد .