التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَإِذۡ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحۡدَى ٱلطَّآئِفَتَيۡنِ أَنَّهَا لَكُمۡ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيۡرَ ذَاتِ ٱلشَّوۡكَةِ تَكُونُ لَكُمۡ وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (7)

قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين } ، قال : أقبلت عير أهل مكة يريد من الشام فبلغ أهل المدينة ذلك ، فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير . فبلغ ذلك أهل مكة ، فسارعوا السير إليها ، لا يغلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين فكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم ، وأيسر شوكة ، وأحضر مغنما فلما سبقت العير وفاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين يريد القوم ، فكرة القوم مسيرهم لشوكة في القوم .

قال الترمذي : حدثنا عبد بن حميد ، حدثنا عبد الرزاق ، عن إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر قيل له : عليك العير ليس دونها شيء ، قال : فناداه العباس وهو في وثاقه : لا يصلح ، وقال : ( إن الله وعدك إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك ) .

( السنن 5/269 ح 3080 – ك التفسير ، ب ومن سورة الأنفال ) ، وأخرجه أحمد في ( المسند ح 2022 وح 2875 ) ، والحاكم ( المستدرك 2/327 ) من طريق أبي نعيم عن إسرائيل به . قال الترمذي : حديث حسن صحيح . وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وقال ابن كثير : إسناد جيد ( التفسير 3/556 ) وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند .