الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وهي اثنا عشر آية بلا خلاف

{ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } روي أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على حفصة في يوم نوبتها فخرجت هي لبعض شأنها فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى مارية جاريته وأدخلها بيت حفصة وواقعها فلما رجعت حفصة علمت بذلك فغضبت وبكت وقالت أما لي حرمة عندك وحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسكتي فهي حرام علي أبتغي بذلك رضاك وحلف أن لا يقربها وبشرها بأن الخليفة من بعده أبوها وأبو عائشة رضي الله عنهم أجمعين ذكورا واناثا وقال لها لا تخبري أحدا بما أسررت اليك من أمر الجارية وأمر الخلافة من بعدي فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عندها أخبرت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها بذلك وقالت قد أراحنا الله من مارية فان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمها على نفسه وقصت عليها القصة فنزل { لم تحرم ما أحل الله لك } أي الجارية { تبتغي } بتحريمها { مرضات أزواجك والله غفور رحيم } غفر لك ما فعلت من التحريم