تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

سورة التحريم

مدنية عددها اثنتا عشرة آية .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك } يعني مارية القبطية وهي أم إبراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم ، وذلك أن حفصة بنت عمر بن الخطاب زارت أباها ، وكانت يومها عنده فلما رجعت أبصرت النبي صلى الله عليه وسلم مع مارية القبطية في بيتها ، فلم تدخل حتى خرجت مارية ، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إني قد رأيت من كان معك في البيت يومي وعلى فراشي ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في وجه حفصة الغيرة والكآبة ، قال لها :" يا حفصة ، اكتعي علي ، ولا تخبري عائشة ولك على ألا أقربها أبدا" .

وبإسناده ، قال مقاتل : قال النبي صلى الله عليه وسلم لحفصة :" اكتعي علي حتى أبشرك أنه يلي الأمر من بعدي أبو بكر ، وبعد أبو بكر أبوك" فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم ألا تخبر أحدا فعمدت حفصة ، فأخبرت عائشة وكانتا متصافيتين ، فغضبت عائشة فلم تزل بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف ألا يقرب مارية القبطية ، فأنزل الله تعالى هذه الآية :{ يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك } يعني حفصة { والله غفور رحيم } آية لهذه اليمين التي حلفت عليها .