الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَجَعَلُواْ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمۡ عِبَٰدُ ٱلرَّحۡمَٰنِ إِنَٰثًاۚ أَشَهِدُواْ خَلۡقَهُمۡۚ سَتُكۡتَبُ شَهَٰدَتُهُمۡ وَيُسۡـَٔلُونَ} (19)

قد جمعوا في كفرة ثلاث كفرات ، وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد ، ونسبوا إليه أحسّ النوعين ؛ وجعلوه من الملائكة الذين هم أكرم عباد الله على الله ، فاستخفوا بهم واحتقروهم . وقرىء «عباد الرحمن » وعبيد الرحمن ، وعبد الرحمن ، وهو مثل لزلفاهم واختصاصهم . وإناثاً ، وأنثا : جمع الجمع . ومعنى جعلوا : سموا وقالوا إنهم إناث . وقرىء «أَأُشْهدوا » وأشهدوا ، بهمزتين مفتوحة ومضمومة . وآأشهدوا بألف بينهما ، وهذا تهكم بهم ، بمعنى أنهم يقولون ذلك من غير أن يستند قولهم إلى علم ، فإن الله لم يضطرهم إلى علم ذلك ، ولا تطرّقوا إليه باستدلال ، ولا أحاطوا به عن خبر يوجب العلم ، فلم يبق إلا أن يشاهدوا خلقهم ، فأخبروا عن هذه المشاهدة { سَتُكْتَبُ شهادتهم } التي شهدوا بها على الملائكة من أنوثتهم { وَيُسْئَلُونَ } وهذا وعيد . وقرىء «سيكتب » وسنكتب : بالياء والنون . وشهادتهم ، وشهاداتهم . ويساءلون على ما يفاعلون .