جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحۡفٗا فَلَا تُوَلُّوهُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ} (15)

{ يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا } الزحف : الجيش الكثير منصوب على الحال { فلا تولوهم الأدبار } بالانهزام{[1821]} .


[1821]:ذهب الجمهور إلى أن الآية محكمة عامة غير خاصة، وأن الفرار من الزحف محرم، ويؤيد هذا أن هذه الآية نزلت بعد انقضاء الحرب في يوم بدر، والإشارة في يومئذ إلى يوم ازحف كما يفيده السياق، ولا منافاة بين هذه الآية وآية الضعف بل هذه الآية مفيدة بها، فيكون الفرار من الزحف محرما بشرط ما بينه الله تعالى في آية الضعف، ولا وجه لما ذكروه من أنه لم يكن في الأرض يوم بدر مسلمون غير من حضرها، فقد كان في المدينة إذ ذاك خلق كثير لم يأمرهم النبي- صلى الله عليه وسلم - بالخروج؛ لأنه – صلى الله عليه وسلم - ومن خرج معه لم يكونوا يرون في الابتداء أنه سيكون قتال، ويؤيد هذا ورود الأحاديث الصحيحة بأن الفرار من الزحف من جملة الكبائر/12فتح [الحديث أخرجه البخاري في"الطب"(5764) وفي غير موضع من صحيحه، ومسلم في"الإيمان"].