الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَيۡلٞ لِّلۡمُطَفِّفِينَ} (1)

مقدمة السورة:

مكية وآياتها 36

التطفيف : البخس في الكيل والوزن : لأنّ ما يبخس شيء طفيف حقير . وروى : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وكانوا من أخبث الناس كيلا ، فنزلت فأحسنوا الكيل . وقيل : قدمها وبها رجل يعرف بأبي جهينة ومعه صاعان : بكيل بأحدهما ويكتال بالآخر . وقيل : كان أهل المدينة تجاراً يطففون ، وكانت بياعاتهم المنابذة والملامسة والمخاطرة ، فنزلت فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأها عليهم . وقال : «خمس بخمس » قيل : يا رسول الله ، وما خمس بخمس ؟ قال : " ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوّهم ، وما حكموا بغير ما أنزل الله إلا فشا فيهم الفقر ، وما ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت ، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات وأخذوا بالسنين ، ولا منعوا الزكاة إلا حبس عنهم القطر " .