تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱبۡتَلُواْ ٱلۡيَتَٰمَىٰ حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغُواْ ٱلنِّكَاحَ فَإِنۡ ءَانَسۡتُم مِّنۡهُمۡ رُشۡدٗا فَٱدۡفَعُوٓاْ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡۖ وَلَا تَأۡكُلُوهَآ إِسۡرَافٗا وَبِدَارًا أَن يَكۡبَرُواْۚ وَمَن كَانَ غَنِيّٗا فَلۡيَسۡتَعۡفِفۡۖ وَمَن كَانَ فَقِيرٗا فَلۡيَأۡكُلۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِذَا دَفَعۡتُمۡ إِلَيۡهِمۡ أَمۡوَٰلَهُمۡ فَأَشۡهِدُواْ عَلَيۡهِمۡۚ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيبٗا} (6)

{ وابتلوا اليتامى } أي اختبروا عقولهم ودينهم { حتى إذا بلغوا النكاح } يعني الحلم { فإن آنستم منهم رشدا } صلاحا في دينهم { فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا } أي مبادرة أن يكبروا فيأخذوها منكم { ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } تفسير قتادة ، قال : كان الرجل يلي مال اليتيم يكون له الحائط من النخل فيقوم على [ صلاحه وسقيه ، فيصيب من تمره ، وتكون له الماشية ، فيقوم على ] صلاحها ، ويلي علاجها ومؤنتها ، فيصيب من جزازها وعوارضها ورسلها [ يعني بالعوارض : الخرفان ، والرسل : السمن واللبن ] فأما رقاب المال فليس له أن يستهلكه .

يحيى : عن ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، [ عن أبي الخير ] أنه سأل ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار عن قول الله ، عز وجل : { ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف } فقالوا : فينا والله أنزلت ، كان الرجل يلي مال اليتيم له النخل ، فيقوم له عليها ، فإذا طابت الثمرة ، كانت يده مع أيديهم مثل ما كانوا مستأجرين به غيره في القيام عليها .

يحيى : عن نصر بن طريف ، عن عمرو بن دينار ، عن الحسن العرني ، أن رجلا ، قال : يا رسول الله ، إن في حجري يتيما أفأضربه ؟ قال : " اضربه مما كنت ضاربا منه ولدك " قال : أفآكل من ماله ؟ قال : " بالمعروف غير متأثل من ماله مالا ، ولا واق مالك بماله{[249]} " .

قوله : { وكفى بالله حسيبا } أي حفيظا .


[249]:أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (1/148) ابن أبي شيبة في مصنفه (6/263، ح2) الطبري في تفسيره (4/602، ح 8650 – 8651) ووقع فيه عن عمرو بن دينار، عن الحسن البصري.