تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡيَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡيَةٗۚ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (77)

{ ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم } الآية ، قال الكلبي : كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة ، وكانوا يلقون من المشركين أذى كثيرا ، فقالوا : يا نبي الله ، ألا تأذن لنا في قتال [ هؤلاء القوم ] فإنهم قد آذونا ؟ فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفوا أيديكم عنهم ، فإني لم أؤمر بقتالهم " فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم و [ سار ] إلى بدر عرفوا أنه القتال كرهوا ، أو بعضهم .

قال الله : { فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا } هلا { أخرتنا إلى أجل قريب } إلى الموت . قال الله للنبي : { قل متاع الدنيا قليل } أي إنكم على كل حال ميتون والقتال خير لكم .