قوله : ( اَلَمْ تَرَ إِلَى الذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ ) الآية [ 77 ] .
هذه الآية نزلت في ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تسرعوا إلى قتال( {[12897]} ) المشركين بمكة قبل الهجرة ، بما يلقون منهم من الأذى ، فقيل لهم : كفوا أيديكم عن القتال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فكانوا يتمنون القتال ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ) كرهه جماعة منهم( {[12898]} ) ، ومعنى كتب فرض ، ومعنى ( لَوْلاَ أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ ) أي : إلى أن نموت( {[12899]} ) بآجالنا ، ولا نتعرض للقتال فنقتل ، حباً( {[12900]} ) للدنيا فقال الله تعالى ( قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى ) .
قال ابن عباس : هو عبد الرحمن بن عوف وأصحابه سألوا النبي صلى الله عليه وسلم القتال ثم كرهه جماعة منهم لما فرض عليهم( {[12901]} ) .
وقال السدي : قوم أسلموا قبل أن يفرض القتال فسألوا القتال : فلما فرض عليهم كرهه جماعة منهم وخاف( {[12902]} ) منه كما يخاف الله وأشد من ذلك( {[12903]} ) .
وقيل : هم المنافقون عبد الله بن أبي وأصحابه( {[12904]} ) .
وقيل : نزلت في يهود فعلوا ذلك ، فنهى الله هذه الأمة( {[12905]} ) أن تصنع صنيعهم( {[12906]} ) .
ويجوز –والله أعلم- أن يكون هؤلاء اليهود الذين فعلوا ذلك هم الذين ذكرهم الله في البقرة في قوله ( إِذْ قَالُوا لِنَبِيءٍ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ ) ثم قال : ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ ) أي فرض ( تَوَلّوِ اِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ )( {[12907]} )( {[12908]} ) .
ومن قراء ( وَلاَ تُظْلَمُونَ ) بالتاء( {[12909]} ) أجراه على الخطاب لأن بعده ( أَيْنَمَا تَكُونُوا ) .
ومن قرأ بالياء أجراه على ما قبله وهو قوله : ( إِذَا فَرِِيقٌ مِّنْهُمْ ) وقوله ( وَقَالُوا )( {[12910]} ) وقوله ( لَهُمْ( {[12911]} ) ) وقوله ( كُفُوا )( {[12912]} ) وشبهه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.