جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمۡ كُفُّوٓاْ أَيۡدِيَكُمۡ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقِتَالُ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ يَخۡشَوۡنَ ٱلنَّاسَ كَخَشۡيَةِ ٱللَّهِ أَوۡ أَشَدَّ خَشۡيَةٗۚ وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبۡتَ عَلَيۡنَا ٱلۡقِتَالَ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖۗ قُلۡ مَتَٰعُ ٱلدُّنۡيَا قَلِيلٞ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلَا تُظۡلَمُونَ فَتِيلًا} (77)

{ ألم تر إلى الذين قيل لهم كُفّوا أيديكم } عن قتال المشركين حين التمسوا قتالهم في مكة وهم ضعفاء{[1068]} قليلون { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة } واشتغلوا بما أمركم الله { فلما كتب عليهم القتال } في المدينة وهم أقوياء كثيرون { إذا فريق منهم } إذا للمفاجأة جواب لما { يخشون الناس } الكفار خبر فريق ومنهم صفته { كخشية الله } إضافة المصدر إلى المفعول أي : خشية مثل خشيتهم { لله أو أشد خشية } عطف على كخشية الله أي : أو خشية أشد تلك الخشية خشية من خشيتهم لله بأن جعل الخشية خاشيا كجد جده أو كخشية الله حال من ضمير الجمع أي : حال كونهم مثل أهل خشية الله أو أشد خشية من أهل خشية الله { وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخّرتنا إلى أجل قريب } أي : الموت يعني هلا تركتنا نموت بآجالنا قيل : القائلون منافقون أو مؤمنون وقالوه خوفا وحرصا على الحياة ثم تابوا ، أو مؤمنون تخلفوا ونافقوا لما فرض عليهم القتال { قل } يا محمد { متاع الدنيا قليل } سريع التقضي { والآخرة خيرٌ لمن اتقى ولا تُظلمون فتيلا } لا ينقص من ثوابكم مثل فتيل النواة .


[1068]:فإنهم يلقون من المشركين أذى كثيرا يستأذنون في القتال ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنا لم نؤمر بالقتال أمرنا بالعفو فكفوا أيديكم)/12 وجيز.