تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} (45)

{ نحن أعلم بما يقولون } أنك شاعر ، وأنك ساحر ، وأنك كاهن ، وأنك كاذب ، وأنك مجنون ؛ أي : فسيجزيهم بذلك النار { وما أنت عليهم بجبار } برب تجبرهم على الإيمان .

قال محمد : وقد قيل : ليس هو من : أجبرت الرجل على الأمر إذا قهرته عليه ، لا يقال من ذلك فعال ؛ والجبار : الملك ، سمي بذلك ؛ لتجبره ، فالمعنى على هذا : لست عليهم بملك مسلط ، إنما يؤمن من يريد الله أن يؤمن ، وهذه منسوخة نسختها القتال{[1306]} .

{ فذكر بالقرآن من يخاف وعيد( 45 ) } وهو المؤمن يقبل التذكرة ، أي : إنما يقبل نذارتك بالقرآن من يخاف وعيدي ؛ أي : وعيدي بالنار .


[1306]:قال القاضي ابن العربي: "قوله تعالى:{وما أنت عليهم بجبار} أي بمسلط، هذا منسوخ بالأمر بالقتال، وقد بينه صلى الله عليه وسلم بقوله:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله". (الناسخ والمنسوخ 2/874).