قوله تعالى : " نحن أعلم بما يقولون " أي من تكذيبك وشتمك . " وما أنت عليهم بجبار " أي بمسلط تجبرهم على الإسلام ، فتكون الآية منسوخة بالأمر بالقتال . والجبار من الجبرية والتسلط إذ لا يقال جبار بمعنى مجبر ، كما لا يقال خراج بمعنى مخرج ، حكاه القشيري . النحاس : وقيل معنى جبار لست تجبرهم ، وهو خطأ ؛ لأنه لا يكون فعال من أفعل . وحكى الثعلبي : وقال ثعلب قد جاءت أحرف فَعَّال بمعنى مُفْعِل وهي شاذة ، جبار بمعنى مجبر ، ودراك بمعنى مدرك ، وسراع بمعنى مسرع ، وبكاء بمعنى مبك ، وعداء بمعنى معد . وقد قرئ " وما أهديكم إلا سبيل الرشاد{[14191]} " [ غافر : 29 ] بتشديد الشين بمعنى المرشد وهو موسى . وقيل : هو الله . وكذلك قرئ " أما السفينة فكانت لمساكين{[14192]} " [ الكهف : 79 ] يعني ممسكين . وقال أبو حامد الخارزنجي{[14193]} : تقول العرب : سيف سَقَّاط بمعنى مسقط . وقيل : " بجبار " بمسيطر كما في الغاشية{[14194]} " لست عليهم بمصيطر " [ الغاشية : 21 ] . وقال الفراء : سمعت من العرب من يقول جبره على الأمر أي قهره ، فالجبار من هذه اللغة بمعنى القهر صحيح . قيل : الجبار من قولهم جبرته على الأمر أي أجبرته وهي لغة كنانية وهما لغتان . الجوهري : وأجبرته على الأمر أكرهته عليه ، وأجبرته أيضا نسبته إلى الجبر ، كما تقول أكفرته إذا نسبته إلى الكفر{[14195]} . " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " قال ابن عباس : قالوا يا رسول الله لو خوفتنا فنزلت : " فذكر بالقرآن من يخاف وعيد " أي ما أعددته لمن عصاني من العذاب ، فالوعيد العذاب والوعد الثواب ، قال الشاعر :
وإني وإن أَوْعَدْتُه أو وَعَدْتُه *** لمُخْلِفٌ إيعادي ومنجزٌ مَوْعِدِي
وكان قتادة يقول : اللهم اجعلنا ممن يخاف وعيدك ويرجو موعدك . وأثبت الياء في " وعيدي " يعقوب في الحالين ، وأثبتها ورش في الوصل دون الوقف ، وحذف الباقون في الحالين . والله أعلم . تم تفسير سورة " ق " والحمد لله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.