الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{نَّحۡنُ أَعۡلَمُ بِمَا يَقُولُونَۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيۡهِم بِجَبَّارٖۖ فَذَكِّرۡ بِٱلۡقُرۡءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} (45)

{ نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } : بمسلط قهّار يجبرهم على الاسلام ، إنما بعثت مذكِراً مجدِداً .

قال ثعلب : قد جاءت أحرف فعّال بمعنى مفعل وهي شاذة ، جبّار بمعنى مُجْبر ، ودرّاك بمعنى مدرك ، وسرّاع بمعنى مسرع ، وبكّاء بمعنى مبك ، وعدّاء بمعنى معد ، وقد قريء :

{ وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ } [ غافر : 29 ] بمعنى المرشد ، وسمعت أبا منصور الجمشاذي يقول : سمعت أبا حامد الجازرنجي يقول : ( العون ) سيفٌ سقّاط ، بمعنى مُسْقط .

وقال بعضهم : الجبّار من قولهم جَبَرتْه على الأمر بمعنى أجبرته ، وهي لغة كنانة وهما لغتان .

وقال الفرّاء : وضع الجبّار في موضع السلطان من الجبرية . قال : وأنشدني المفضّل :

ويوم الحزن إذ حشدت مَعدٌ *** وكان الناس إلا نحن دينا

عصتنا عزمة الجبّار حتى *** صبحنا الجوف ألفاً معلمينا

قال : أراد بالجبّار المنذر بن النعمان لولايته .

{ فَذَكِّرْ } يا محمّد { بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيد } قال ابن عباس : قالوا يا رسول الله لو خوّفتنا ؟ فنزلت { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } .