تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (16)

{ ومن يولهم يومئذ دبره } قال قتادة : يعني : يوم بدر { إلا متحرفا لقتال } قال الحسن : يعني يدع موقف مكان لمكان { أو متحيزا إلى فئة } أي : ينحاز إلى جماعة { فقد باء بغضب من الله } أي : استوجب .

قال محمد : يجوز أن يكون النصب في قوله : { إلا متحرفا لقتال } على الحال ؛ أي : إلا أن يتحرف فلان بقتال ، وكذلك { أو متحيزا } .

ويجوز أن يكون النصب فيهما على الاستثناء{[391]} ، أي : إلا رجلا متحرفا ، أو يكون منفردا لينحاز فيكون مع المقاتلة . يقال : تحيزت وتحوزت ، يعني : انحزت .

يحيى : عن الحسن بن دينار ، عن [ ]{[392]} " أن عمر بن الخطاب [ لما ] بلغه ( قتل أبي عبيدة وأصحابه بالقادسية ) قال : يرحم الله أبا عبيدة ؛ لو انحاز إلي لكنت له فئة " {[393]} . يحيى : عن الربيع بن صبيح ، عن الحسن قال : " ليس الفرار من الزحف من الكبائر ، إنما كان ذلك يوم بدر " {[394]} .


[391]:انظر/ الدر المصون (3/408).
[392]:طمس في الأصل.
[393]:أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (7/733) (برقم/2).
[394]:أخرجه البغوي في مسند علي بن الجعدي (2/118) ح (3286).