التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَن يُوَلِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفٗا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٖ فَقَدۡ بَآءَ بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (16)

قوله تعالى : { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة } ، أما المتحرف ، يقول : إلا مستطردا يريد العودة { أو متحيزا إلى فئة } قال : المتحيز ، إلى الإمام وجنده إن هو كر فلم يكن له بهم طاقة ، ولا يعذر الناس وإن كثروا أن يولوا عن الإمام .

قال النسائي في تفسيره : أنا أبو داود قال : أنا أبو زيد الهدوي ، نا شعبة ، عن داود بن أبي هند نضرة ، عن أبي سعيد { ومن يولهم يومئذ دبره } قال : نزلت في أهل بدر .

( التفسير : 1/521 و 522 ، ح 223 و 224 ) واللفظ للأول . وأخرجه أيضا أبو داود في ( سننه ح 2648 – ك الجهاد ، ب في التولي يوم الزحف ) ، والطبري في تفسيره ( 13/436 و 437 ، ح 15798 – 15801 ) ، وابن أبي حاتم في تفسيره ( سورة الأنفال ح 147 ) ، والحاكم في ( المستدرك 2/327 ) من طرق عن داود بن أبي هند به ، ولفظ ابن أبي حاتم : " كانت لأهل بدر خاصة " . وزاد في رواية الطبري رقم 15801 : " لم يكن للمسلمين فئة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأما بعد ذلك فإن المسلمين بعضهم فئة لبعض " . وفي إسنادها علي بن عاصم وهو صدوق يخطئ كما في ( التقريب ) ، وفي أخرى للطبري ( رقم 15798 ) : " . . . ولو انحازوا انحازوا إلى المشركين ، ولم يكن يومئذ مسلم في الأرض غيرهم " . وقد قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . وأقره الذهبي ، وصححه أيضا الألباني في ( صحيح أبي داود 2/502 رقم 2406 ) ، ومحققا النسائي وابن أبي حاتم .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { ومن يولهم يومئذ دبره } ، قال : ذلكم يوم بدر .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أكبر الكبائر الشرك بالله ، والفرار من الزحف ، لأن الله عز وجل يقول : { ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير } .