تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{إِذۡ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمۡ فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ سَأُلۡقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ فَٱضۡرِبُواْ فَوۡقَ ٱلۡأَعۡنَاقِ وَٱضۡرِبُواْ مِنۡهُمۡ كُلَّ بَنَانٖ} (12)

{ إذ يغشيكم النعاس أمنة منه . . . } إلى قوله : { سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب } تفسير الكلبي : قال : " بلغنا أن المشركين سبقوا رسول الله إلى ماء بدر ، فقدم رسول الله ، فنزل حيالهم بينه وبينهم الوادي ، ونزل على غير ماء ؛ فقذف الشيطان في قلوب المؤمنين أمرا عظيما ، فقال : زعمتم أنكم عباد الله ، وعلى دين الله ؛ وقد غلبكم المشركون على الماء ، وأنتم تصلون محدثين مجنبين ، فأحب الله أن يذهب من قلوبهم رجز الشيطان ، فغشى المؤمنين نعاسا أمنة منه ، وأنزل من السماء ماء ليطهرهم به من الأحداث والجنابة ، ويذهب عنهم رجز الشيطان ؛ ما كان قذفه في قلوبهم ، وليربط على قلوبهم ويثبت به الأقدام ، وكان بطن الوادي فيه رملة تغيب فيها الأقدام ، فلما مطر الوادي اشتدت الرملة فمشي عليها الرجال ، واتخذ رسول الله حياضا على الوادي ، فشرب المسلمون منها ، واستقوا ، ثم صفوا . وأوحى ربك إلى الملائكة { أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب }{[390]} " .

{ فاضربوا فوق الأعناق } قال الحسن : يعني : فاضربوا الأعناق { واضربوا منهم كل بنان } يعني : كل عضو .


[390]:عزاه الحافظ السيوطي لابن مردويه عن ابن عباس. انظر / الدر المنثور (3/186).