تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَهَاجَرُواْ وَجَٰهَدُواْ مَعَكُمۡ فَأُوْلَـٰٓئِكَ مِنكُمۡۚ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (75)

{ والذين آمنوا من بعد } يعني : من بعد فتح مكة وبعد ما انقطعت الهجرة { وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم } .

يحيى : عن حماد بن سلمة ، عن أبي الزبير ، عن طاوس " أن صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل قدموا المدينة ؛ فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : " ما جاء بكم ؟ " فقالوا : سمعنا أنه لا إيمان لمن لم يهاجر ، فقال : " إن الهجرة قد انقطعت ، ولكن جهاد ونية حسنة " ثم قال لصفوان بن أمية : " أقسمت عليك أبا وهب لترجعن إلى أباطيح مكة " {[408]} .

{ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } قال محمد : أي : في فرض الله ؛ ذكره بعض المفسرين .

{ إن الله بكل شيء عليم } سعيد عن قتادة ؛ أن أبا بكر الصديق قال : " إن هذه الآية التي ختم الله بها سورة الأنفال هي فيما جرت الرحم من العصبة " .

قال محمد : { وأولو الأرحام } واحدهم : ( ذو ) من غير لفظه .


[408]:أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/137) ح (2352).