تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأٞ وَلَا نَصَبٞ وَلَا مَخۡمَصَةٞ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَـُٔونَ مَوۡطِئٗا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنۡ عَدُوّٖ نَّيۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلٞ صَٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (120)

{ ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله } وهذا في غزوة تبوك { ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ذلك بأنهم } يعني : من خرج منهم .

{ لا يصيبهم ظمأ } عطش { ولا نصب } في أبدانهم { ولا مخمصة } جوع .

{ ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلى كتب لهم به عمل صالح } .

يحيى : عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن أبي المصبح قال : " غزونا مع مالك ابن عبد الله الخثعمي أرض الروم ، فسبق الناس رجل ، ثم نزل يمشي ويقود فرسه ، فقال له مالك : يا عبد الله ، ألا تركب ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول : من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار ، فهما حرام على النار . قال : فلم أر نازلا أكثر من يومئذ " {[446]} .

يحيى : عن المسعودي ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عيسى بن طلحة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري عبد مسلم أبدا " {[447]} .

يحيى : عن إبراهيم بن محمد ، عن محمد بن يزيد ، عن صفوان بن عبد الله بن صفوان قال : " ذكر لنا أن العمل في سبيل الله يضاعف ؟ كما تضاعف النفقة سبعمائة ضعف " .


[446]:أخرجه الإمام أحمد في مسنده (5/225 – 226) والطيالسي (1772) وأبو يعلى (4/57 – 58) ح (2075) وابن حبان (10/463 – 464) ح (4604) والبيهقي في الكبرى (9/162) والطبراني في الكبير (19/297) ح (661).
[447]:أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2/505) والطيالسي في مسنده (2443) والترمذي (4/147) ح (1633) وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي (6/319) ح (3108) والحاكم في مستدركه (26014) وقال: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، والبيهقي في شعب الإيمان (3/89 – 90) ح (779).