جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَا كَانَ لِأَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ وَمَنۡ حَوۡلَهُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلَا يَرۡغَبُواْ بِأَنفُسِهِمۡ عَن نَّفۡسِهِۦۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ لَا يُصِيبُهُمۡ ظَمَأٞ وَلَا نَصَبٞ وَلَا مَخۡمَصَةٞ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَطَـُٔونَ مَوۡطِئٗا يَغِيظُ ٱلۡكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنۡ عَدُوّٖ نَّيۡلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِۦ عَمَلٞ صَٰلِحٌۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (120)

{ ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول{[2107]} الله } نهي بصيغة النفي للمبالغة ، { ولا يرغبوا } ، أي : ولا أن يرغبوا ، { بأنفسهم عن{[2108]} نفسه } لا أن يصونوا أنفسهم عما لم يصن نفسه الأشرف عنه ، { ذلك } أي : النهي عن التخلف ووجوب الموافقة ، { بأنهم } بسبب أنهم ، { لا يصيبهم ظمأ } عطش ، { ولا نصب{[2109]} } تعب ، { ولا مخمصة{[2110]} } مجاعة ، { في سبيل الله و لا يطئون } لا يدوسون ، { موطئا } مكانا ، { يغيظ } وطؤه ، { الكفار } يضيق صدورهم ويغضبهم ، { ولا ينالون من عدو نيلا } قتلا وأسرا أو غنيمة وغلبة ، { إلا كتب لهم به } بكل واحد من الظمأ وغيره ، { عمل صالح } ، إلا استوجبوا الثواب والاستثناء المفرغ في موقع الصفة للنكرة قبله أو الحال{[2111]} ، { إن الله لا يضيع أجر المحسنين } على إحسانهم وهو كالعلة لكتب .


[2107]:فإنه النبي الصديق وقد أمرنا بقوله: (كونوا مع الصادقين) /وجيز.
[2108]:أي: وما استقام لهم أن يجعلوا أنفسهم راغبة عن نفسه متباعدة مترفعة عنها والحقيقة هذا أمر بضده وهو أن يصحبوه في البأساء والضراء.
[2109]:من عطف العام على الخاص.
[2110]:من عطف الخاص على العام.
[2111]:فيكون الأمر بوجوب الموافقة رحمة وشفقة عليهم/ وجيز.