وقوله سبحانه : { مَا كَانَ لأَهْلِ المدينة وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأعراب أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ الله } [ التوبة : 120 ] .
هذه الآية معاتبةٌ للمؤمنين من أهل يَثْرِبَ وقبائل العرب المُجَاورة لها ، على التخلُّف عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ ، وقُوَّةُ الكلام تعطي الأمر بِصُحْبَتِهِ أَيْنَ ما توجَّه غازياً وبَذْلِ النفوس دونه ، و«المخُمَصَة » مَفْعَلَةٌ من خُمُوس البَطْنِ ، وهو ضُمُوره واستعير ذلك لحالة الجُوع ، إِذ الخُمُوص ملازمٌ له ، ومن ذلك قولُ الأَعْشَى : [ الطويل ]
تَبِيتُونَ في المَشْتى مِلاَءً بُطُونُكُمْ *** وَجَارَاتُكُمْ غَرْثَى يَبِتْنَ خَمَائِصَا وقوله : { وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً } لفظٌ عامٌّ لقليلِ ما يصنعه المؤمنون بالكَفَرةِ من أخْذ مالٍ ، أو إِيراد هوانٍ وكثيره و{ نَّيْلاً } مصدر نَالَ يَنَالُ ؛ وفي الحديث : ( مَا ازداد قومٌ مِنْ أَهْلِيهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بُعْداً إِلاَّ ازدادوا مِنَ اللَّهِ قُرْباً ) .
( ت ) : وروى أَبو داود في «سننه » ، عن أبي مالكٍ الأشعريِّ ، قالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ( مَنْ فَصَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَمَاتَ ، أَوْ قُتِلَ ، فَهُوَ شَهِيدٌ ، أَوْ وَقَصَهُ فَرَسُهُ أَوْ بَعِيرُهُ أَوْ لَدَغَتْهُ هَامَّةٌ ، أَوْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ بِأَيِّ حَتْفٍ شَاءَ اللَّهُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ ، وإِنَّ لَهُ الْجَنَّةَ ) ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.