تفسير الأعقم - الأعقم  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

{ إنا أعطيناك الكوثر } نزلت السورة في العاص ، وروي أن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) خرج من المسجد وهو يريد يدخله ، فتحدثا ، فسأله ناس من قريش : من الذي كنت تحدث ؟ قال : ذلك الأبتر ، يعني النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) فنزلت السورة . وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيَط ، قال للنبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : الأبتر . وقيل : نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش . وقيل : توفي لرسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ولد يسمّى عبد الله ، فسمته قريش أبتر . وقيل : نزل قوله : { فصل لربك وانحر } يوم الحديبيَّة ، حين أحصر النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وصدوه عن البيت . وقيل غير ذلك ؛ لأن السورة مكية . الكوثر : نهر في الجنة . وعن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنه قرأها حين أنزلت فقال : " أتدرون ما الكوثر ؟ إنه نهر في الجنة وعدنيه ربي " . وروي في صفته : " أحلى من العسل ، وأشد بياضاً من اللبن ، حافتاه الزبرجد ، وآنيتَه من فضة ، أكوابه عدد نجوم السَّماء " . وروي : " لا يظمأ من شرب منه أبداً ، أول وارديه فقراء المهاجرين " . وقيل : هو حوض النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) . وقيل : هو الخير الكثير . وقيل : هو القرآن العظيم . وقيل : النبوة . وقيل : كثرة الأشياع والأصحاب . وقيل : الشفاعة . وقيل : المعجزات . وقيل : النسل الكثير ، كما ظهر في ذريته .

/ت0