مكية ، في قول ابن عباس ، والكلبي ، ومدنية في قول الحسن ، وعكرمة ، ومجاهد ، وقتادة{[1]} ، وهي ثلاث آيات ، وعشر كلمات ، واثنان وأربعون حرفا .
قوله : { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر } ، قرأ الحسن وابن محيصن ، وطلحة ، والزعفراني{[60945]} : «أنْطَيْنَاكَ » بالنون . قال الرازي ، والتبريزي : أبدل من العين نوناً .
فإن عنينا البدل الصناعي فليس بمسلَّم ، لأن كل مادة مستقلة بنفسها ، بدليل كمال تصريفها ، وإن عنينا بالبدل : أن هذه وقعت موقع هذه لغة ، فقريب ، ولا شكَّ أنها لغة ثابتة .
قال التبريزي : هي لغة العربِ العاربةِ من أولى قريش .
وفي الحديث : «اليَدُ العُلْيَا المُنطِيةُ ، واليَدُ السُّفلَى المُنطَاةُ »{[60946]} .
وقال الشاعر وهو الأعشى : [ المتقارب ]
5324- جِيادُكَ خَيْرُ جِيادِ المُلوكِ *** تُصَانُ الجِلالَ وتُنْطَى الحُلُولاَ{[60947]}
قال القرطبي{[60948]} : «وروته أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءة ، وهي لغة في العطاء : أنطيته : أعطيته » .
والكوثر : «فَوْعَل » ، من الكثرةِ ، وصف مبالغة في المفرط الكثرة ، مثل النوفل من النَّفل ، والجوهر من الجهر ، والعرب تسمي كل شيءٍ كثيراً في العدد ، والقدر ، والخطر : كوثراً ؛ قال : [ الطويل ]
5325- وأنْتَ كَثيرٌ يَا ابْنَ مَرْوانَ طَيِّبٌ *** وكَانَ أبُوكَ ابْنَ العقَائِلِ كَوثَرا{[60949]}
قيل لعجوز رجع ابنها من السَّفر : بم آب ابنك ؟ قالت : آب بكوثر ، أي : بمال كثير .
والكوثر من الغبار الكثير ، وقد تكوثر إذا كثر ؛ وقال الشاعر :
5326- *** وقَدْ ثَارَ نَقْعُ المَوْتِ حتَّى تَكْوثَرَا{[60950]} ***
اختلفوا في الكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل : نهر في الجنة ، رواه البخاري وغيره{[60951]} .
وروى الترمذي عن ابن عمران قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الكَوْثَرُ : نهرٌ فِي الجنَّةِ ، حَافتَاهُ مِنْ ذهَبٍ ، ومَجْراهُ عَلى الدُّرّ والياقوت ، تُربتُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ ، وماؤه أحْلَى مِنَ العَسلِ ، وأبْيَضُ مِنَ الثّلْجِ »{[60952]} .
وقال عطاء : هو حوض النبي صلى الله عليه وسلم {[60953]} في الموقف ، وفيه أحاديث كثيرة .
وقال عكرمة : الكوثر : النبوة ، والكتاب{[60954]} .
وقال الحسن : هوالقرآن{[60955]} .
وقال الحسن بن الفضل : هو تيسير القرآن ، وتخفيف الشرائع .
وقال أبو بكر بن عياش ويمان بن رئاب : هو كثرة الأصحاب والأتباع والأمة .
وحكى الماورديُّ : أنه رفعة الذكر .
وقال هلال بن يساف : هو لا إله إلا الله محمد رسول الله .
وقيل غير ذلك ]{[60956]} .
قال القرطبيُّ{[60957]} : وأصح الأقوال : الأول ، والثاني ؛ لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم نصًّا في الكوثر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.