{ إِنَّا أعطيناك } وقُرِئَ أَنْطَينَاكَ { الكوثر } أيِ الخيرُ المفرطُ الكثيرُ من شرفِ النبوةِ الجامعةِ لخيريِّ الدارينِ ، والرياسةِ العامةِ المستتبعةِ لسعادةِ الدُّنيا والدين ، فوعلٌ منَ الكثرةِ . وقيلَ : هُوَ نهرٌ في الجنةِ . وعنِ النبيِّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ أنه قرأهَا فقالَ : «أتدرونَ ما الكوثَرُ ؟ إنَّه نهرٌ في الجنةِ وَعَدنيهِ ربِّي ، فيهِ خيرٌ كثيرٌ »{[863]} . ورُويَ في صفتِهِ أنَّه أَحْلَى من العسلِ ، وأشدُّ بياضاً من اللبنِ ، وأبردُ من الثلجِ ، وألينُ من الزبدِ . حافتاهُ الزبرجدُ وأوانيهِ من فضةٍ عددَ نجومِ السماءِ . ورُوي لا يظمأُ من شربَ منْهُ أبداً ، أولُ وارديهِ فقراءُ المهاجرينَ الدَّنِسُو الثيابِ ، الشُّعْثُ الرؤوسِ ، الذينَ لا يزوجونَ المنعمّاتِ ، ولا تفتحُ لهم أبوابُ السُّدَدِ ، يموتُ أحدُهم وحاجتُهُ تتلجلجُ في صدرِه ، لو أقسمَ على الله لأبرَّهُ . وعنِ ابنِ عباسٍ رضيَ الله عنهُما أنه فسرَ الكوثرَ بالخيرِ الكثيرِ ، فقالَ لَه سعيدُ بنُ جُبيرٍ : فإنَّ ناساً يقولونَ : هُوَ نهرٌ في الجنةِ ، فقالَ : هُو منَ الخيرِ الكثيرِ ، وقيلَ : هو حوضٌ فيهَا . وقيلَ : هو وأولادُه وأتباعُه أو علماءُ أمتِه ، أو القرآنُ الحاوِي لخيرِ الدُّنيا والدينِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.