بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الكوثر مكية ، وهي ثلاث آيات .

قوله تعالى : { إِنَّا أعطيناك الكوثر } يعني الخير الكثير لفضيلة القرآن ، ويقال : العلم ، وقال القتبي : أحسبه «فَوْعَلَ » من الكثرة والخير الكثير ، وقال مقاتل : { إِنَّا أعطيناك الكوثر } أراد به نهراً في الجنة طينه مسك أذفر ، ورضراضه اللؤلؤ ، أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل . وروى عطاء بن السائب عن محمد بن زياد ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه الذهب ، ومجراه على الدر والياقوت ، ماؤه أشد بياضاً من اللبن ، وأحلى من العسل ، تربته أطيب من المسك " . وروي عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ فِي الجَنَّةِ فَإِذَا بِنَهْرٍ حَافَتَاهُ مِنَ اللُؤْلُؤْ المُجَوَّفِ- يَعْنِي الخِيَامَ- قُلْتُ : مَا هذا يَا جِبْرِيل ؟ قَالَ : هذا الكَوثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَ رَبُّكَ " .