الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الكوثر( {[1]} ) . مكية( {[2]} ) .

قوله تعالى : { إنا أعطيناك الكوثر } إلى آخرها .

قال [ ابن عمر وابن عباس رضي الله عنه ] ( {[77865]} ) : الكوثر نهر في الجنة ، حافتاه ذهب وفضة يجري على الدر( {[77866]} ) والياقوت ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل/( {[77867]} ) .

روى أنس أن النبي قال حين عرج( {[77868]} ) به إلى السماء : رأيت نهرا عجاجا مثل السهم يطرد ، اشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ، حافتاه قباب( {[77869]} ) من در( {[77870]} ) مجوف فقلت : ياجبريل ، ما هذا ؟ قال : هذا الكوثر الذي أعطاكه ربك ، ( قال ) ( {[77871]} ) : فضربت [ بيدي ] ( {[77872]} ) إلى حمأته ، فإذا هي مسكنة ذفرة ، ثم ضربت بيدي إلى [ رضراضه فإذا هو ] ( {[77873]} ) در( {[77874]} ) . وقالت عائشة رضي الله عنها : الكوثر نهر في بطنان الجنة ، قيل لها : وما بطنان الجنة¨قالت : وسط الجنة ، حافتاه قصور اللؤلؤ والياقوت ، ترابه المسك ، وحصباؤه : اللؤلؤ والياقوت( {[77875]} ) .

عن أنس بن مالك أنه قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم مضى به جبريل عليه السلام( {[77876]} ) في السماء الثانية( {[77877]} ) فإذا هو بنهر عليه قصر من اللؤلؤ والزبرجد( {[77878]} ) فذهب ليشم( {[77879]} ) ترابه فإذا هو مسك . قال : يا جبريل ، ما هذا النُهْر ؟ قال : هذا الكوثر الذي خبأ لك ربك( {[77880]} ) . وروى ابن جبير ابن عباس أنه قال : الكَوْثَرُ : " [ الخير الكثير ] " .

وقال ابن جبير : النهر الذي في الجنة هو من الخير الذي أعطاه( {[77881]} ) الله إياه( {[77882]} ) . وعن عباس أيضا أنه قال : الكوثر هو الخير الكثير والقرآن والحكمة( {[77883]} ) .

وقال عطاء : الكَوْثَرُ " حوض في الجنة أُعطيه النبي صلى الله عليه وسلم " ( {[77884]} ) .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " بينما أنا أسير في الجنة إذ عرض لي نهر ، حافتاه قباب اللؤلؤ المجوَّف ، فقال الملك الذي معي : أتدري ما هذا ؟ [ هذا ]( {[77885]} ) الكوثر الذي أعطاك الله ، وضرب بيده إلى أرضه فاستخرج من طينه المسك " ( {[77886]} ) .


[1]:أ: إذ.
[2]:حكاه في المحرر 16/262.
[77865]:أ: ابن عمررضي الله عنه وابن عباس.
[77866]:أ: الذر.
[77867]:انظر: جامع البيان: 30/330.
[77868]:م: اعرج.
[77869]:ث: قبابا.
[77870]:أ: ذر.
[77871]:ساقط من أ.
[77872]:م: بيد.
[77873]:م: ارضه فهو. والرضراض: الحصى الصغار. انظر: اللسان (رضض).
[77874]:أ، ث: ذر، وهذا الحديث عن أنس أخرجه البخاري في كتاب التفسير، سورة ﴿إنا أعطينٰك الكوثر﴾ ح: 7964 مختصرا، وأخرجه الطبري في جامع البيان: 30/363 بنحوه عن أنس.
[77875]:انظر: جامع البيان: 30/321.
[77876]:أ: عليه.
[77877]:أ: الثالثة.
[77878]:أ: لؤلؤ وزبرجد.
[77879]:أ:يشم.
[77880]:أخرجه الطبري في جامع البيان: 30/321 وفيه "السماء الدنيا بدل: "السماء الثانية" وقد أخرج أيضا عدة أحاديث عن أنس وابن عمر وأسامة بن زيد كلها تشهد لمعنى أن الكوثر اسم النهر الذي أعطيه رسول الله في الجنة. وانظر: الفتح: 8/731-732.
[77881]:ساقط من م. وانظر: قول ابن جبير في جامع البيان: 30/321.
[77882]:م: عطاه.
[77883]:انظر: جامع البيان: 30/321-322.
[77884]:جامع البيان: 30/323 وزاد المسير: 9/249.
[77885]:زيادة من أ، ث.
[77886]:أخرجه الطبري في جامع البيان: 30/321-322 بنحوه عن أنس.