تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَلَا تَتَّخِذُوٓاْ أَيۡمَٰنَكُمۡ دَخَلَۢا بَيۡنَكُمۡ فَتَزِلَّ قَدَمُۢ بَعۡدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُواْ ٱلسُّوٓءَ بِمَا صَدَدتُّمۡ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ} (94)

{ ولا تتخذون أيمانكم } ، يعني : ولا تنقضوا أيمانكم فتتخذونها { دخلاً بينكم } ، أي : مفسدة ودغلاً ، { أن تكون أمة هي أربى من أمة } ، أي : تكون جماعة أكثر من جماعة عدد ، فتحلفون معهم وتنقضون الأَيمان ، وقيل : لا تنقضوا الأَيمان إذا رأيتم عدد الأعداء أكثر ، كما فعلته قريظة ، حالفوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونقضوا عهده . { إنما يبلوكم الله به } ، أي : يختبركم بالوفاء بالعهد ، معناه يعاملكم معاملة المختبر ليقع الجزاء بالعمل . { وليبينن لكم يوم القيامة } ، أي ، يخبركم بحقيقة { ما كنتم فيه تختلفون } . { ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة } ، حنيفية مسلمة على طريقة الإلجاء والاضطرار ، وهو قادر على ذلك ، يعني : فتصيرون على مذهب واحد لا تختلفون في شيء ، { ولكن يضل من يشاء } ، قيل : يعاقب من يشاء ، وقيل : يخذل من علم أنه يختار الكفر . { ويهدي من يشاء } ، وهو أن يلطف بمن علم أنه يختار الإيمان . { ولتسألن عما كنتم تعملون } ، { ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم } ، يعني : لا تتخذوا الإِيمان مكراً وخديعة وفساداً ؛ لأنهم يسكنون إلى ذلك ، { فتزل قدم بعد ثبوتها } ، فتهلكوا بعد ما كنتم آمنين ، فثبوت القدم عبارة عن الأمن وزوالها عن الهلاك ، وقيل : هي كناية عن الإِحباط . { وتذوقوا السوء } ، أي العذاب { بما صددتم } ، بصدكم وإعراضكم .