تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (106)

{ ما ننسخ من آية أو ننسها } روي ان المشركين قالوا : ألا ترون الى محمد يأمر اصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأتي بخلافه من تلقاء نفسه ، فنزلت الآية ، ونسخ الآية ازالتها بانزال اخرى مكانها ، وهو أن يأمر جبريل أن يجعلها منسوخة بالاعلام . { بخير منها } للعباد أي بآية العمل بها اكثر للثواب { أو مثلها } في ذلك ، واجماع المسلمين على ان في القرآن ناسخاً ومنسوخاً ، والكلام فيه يطول . والمعهود انه يأتي على ثلاثة أوجه : احدها : ما نُسِخَ حكمه وبقي لفظه وهو كثير في القرآن ، وقد قيل ان آية السيف وهي قوله تعالى : { اقتلوا المشركين }

[ التوبة : 5 ] الى آخرها ، نسخت كذا آية قيل : مائة وأربعة وعشرين آية . الثاني : ما نُسِخَ لفظه وبقي حكمه ، وذلك ما روي عن عمر أنه قال : الشيخ والشيخة اذا زنيَا فارجموهما البتَّة بما قضيا من اللذة نكالاً من الله والله تعالى عزيز حكيم . روي ايضاً : انه كان في القرآن لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثاً ، ولا على خوف ابن آدم الا التراب ويتوب الله على من تاب . والثالث : ما نسخ لفظه وحكمه والله اعلم . والنسخ برفعك لشيء قد كان يلزم العمل به من قول العرب : نسخت الشمس الظل ، أي أزالته وقرأ ابن كثير وابو عمرو أو ننساؤها بالفتح والهمزة ، ومعنى ننسها نذهبها من قلبك من النسيان ، ومن همزها فمعناه نؤخرها ولا ننسخها ، وقيل : ما ننسخ من آية من اللوح المحفوظ للانزال عليك ، أو نؤخر انزالها ، { نأت بخير منها } ذكره في الغرائب .