تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (106)

{ ما ننسخ } نسخها : قبضها ، أو تبديلها ، أو تبديل حكمها مع بقاء رسمها . { أو ننسها } ننسكها ، كان يقرأ الآية ثم ينسى وترفع ، أو يريد به الترك : أي ما نرفع من آية ، أو نتركها فلا نرفعها قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - ، ' قلت : وفيه إشكال ظاهر ' ، أو يريد به نمحها { ننسأها } نؤخرها أنسأت أخرت ، ومنه بيع النسيئة . { بخير منها } أنفع ، وأرفق ، وأخف ، فيكون الناسخ أكثر ثواباً آجلاً ، كنسخ صوم أيام معدودات برمضان ، أو أخف عاجلاً ، كنسخ قيام الليل . { أو مثلها } مثل حكمها في الخفة والثقل والثواب ، كنسخ التوجه إلى القدس بالتوجه إلى الكعبة ، فإنه مثله في المشقة والثواب . { ألم تعلم } بمعنى أما علمت ، أو هو تقرير وليس باستفهام ، أو خوطب به والمراد أمته ، ولذلك أردفه بقوله : { وما لكم من دون الله } .