المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{۞مَا نَنسَخۡ مِنۡ ءَايَةٍ أَوۡ نُنسِهَا نَأۡتِ بِخَيۡرٖ مِّنۡهَآ أَوۡ مِثۡلِهَآۗ أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (106)

تفسير الألفاظ :

{ ما ننسخ } النسخ هو إزالة الصورة عن الشيء وإثباتها في غيره يقال نسخت الشمس الظل أي أزالته . ونسخ الحكم بالحكم إذا أزاله به .

{ ننسها } أي نجعلها تنسى ، من أنساه الشيء أذهبه من قلبه .

تفسير المعاني :

ما نبطل قراءة آية من القرآن أو نبدل بحكمها حكما آخر أو نجعلها تنسى إلا أتيناكم بخير منها أو مثلها . نزلت هذه الآية لما قال المشركون واليهود : ألا ترون أن محمدا يأمر أصحابه بأمر ثم ينهاهم عنه ويأمرهم بخلافه .

نقول : إن النسخ ضروري في الأحكام بسبب تطور الأمم وترقيها أو تدليها ، وأن الإسلام دين عملي فلا مناص له من مسايرة المجتمع الإنساني في تقلباته حتى يبلع به كماله ، أليس هذا أولى من بقاء الأحكام على حالة واحدة فيضطر الآخذون بالدين لتركها واللجأ إلى تشريع أجنبي ؟