تفسير الأعقم - الأعقم  
{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرۡثَ قَوۡمٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهۡلَكَتۡهُۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنۡ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (117)

قوله تعالى : { مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح } الآية نزلت في أبي سفيان وأصحابه في يوم بدر عند تظاهرهم على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقيل : نزلت في جميع الكفار في نفقاتهم وصدقاتهم في الدنيا ، وقيل : هو عام وهو ما كانوا ينفقون من أموالهم في المفاخر والمكارم وكسب الثناء وحسن الذكر من الناس ، لا يبتغون به وجه الله تعالى ، وقيل : هو ما كانوا يتقربون به إلى الله تعالى مع كفرهم ، وقيل : هو ما أنفقوه في عداوة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فضاع عنهم ، ومعنى : { حرث قوم } يريد زرع قوم شبَّهَهُ بالزرع الذي يحسه الرد فذهب حطاماً ، { وما ظلمهم الله } بأن لم يقبل نفقاتهم { ولكن أنفسهم يظلمون } بأن لم يطلبوا ما عند الله ولأصحاب الحرث الذين ظلموا أنفسهم ، أي وما ظلمهم بهلاك زرعهم ، ولكن ظلموا أنفسهم بارتكاب ما استحقوا به العقوبة .