قوله تعالى : { مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هذه الحياة الدنيا كَمَثَلِ رِيحٍ . . . } [ آل عمران :117 ] .
وقع في الآية التشبيهُ بين شيئَيْن ، وشَيْئَيْن ، وتَرَكَ مِنْ كلٍّ منهما ما دلَّ عليه الكلام ، وهذه غايةُ الإيجازِ والبلاغةِ ، وجمهورُ المفسِّرين على أن { يُنفِقُونَ } يراد به الأموال التي كانُوا ينفقُونَها في التحنُّث ، أي : يبطلها كفْرهم ، كما تبطل الريح الزرْعَ ، والصِّرُّ : البَرْدُ الشديدُ ، المُحْرِقُ ، لكلِّ ما يهُبُّ عليه ، والحَرْثُ : شامل للزرعِ ، والثمارِ .
وقوله سبحانه : { حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ . . . } الآية ، مِنْ أَهْلِ العِلْم من يرى أنَّ كل مصائبِ الدنيا ، فإنما هي بمعاصِي العبيدِ ، وينتزع ذلك مِنْ غير ما آية في القرآن ، فيستقيم على قوله ، إنَّ كلَّ حرثٍ تحرقُهُ ريحٌ ، فإنما هو لِمَنْ قد ظلم نفْسَه ، والضميرُ في قوله : { وَمَا ظَلَمَهُمُ الله } للكفَّار الذين تقدَّم ضميرهم في { يُنفِقُونَ } ، وليس هو للقومِ ذوي الحَرْث .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.