تفسير الأعقم - الأعقم  
{هَـٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (119)

قوله تعالى : { ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبُّونكم } أخبر الله تعالى أنكم تعاملونهم بالنصيحة وليس في محبتكم لهم غش لأنكم دعوتهم إلى اتباع النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قوله تعالى : { وتؤمنون بالكتاب كله } محكمه ومتشابهه { وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ } البنان والأبهام ، قوله تعالى : { قل موتوا بغيظكم } دعاء عليهم ، قوله تعالى : { وإذ غدوت من أهلك تبوّئ المؤمنين مقاعد للقتال } الآية نزلت يوم أحد ، قال ابن اسحاق : كان مما أنزل الله تعالى يوم أُحد من القرآن ستُّون آية من آل عمران بها صفة ما كان في يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب ، ومعنى من أهلك بالمدينة من بيت عائشة ، " وروي أن المشركين نزلوا بأحُد يوم الأربعاء ، فاستشار رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحابه ودعا عبد الله بن أبي سلول ولم يدعه قط فاستشاره ، فقال عبد الله وسائر الأنصار : يا رسول الله اقم بالمدينة ولا تخرج منها فوالله ما خرجنا منها الى عدوّ قط إلا أصاب منَّا ، وما دخلها علينا إلاَّ أصبنا منه ، فكيف وأنت فينا ، فإن جاؤوا قاتلناهم ، وإن رجعوا رجعوا خائبين ، وقال بعضهم : يا رسول الله أخرج بنا إلى هؤلاء الأكلب لا يرون أنَّا قد جبُنّا عنهم ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إني رأيت في منامي بقراً مذبَّحة حولي فأولُّها خيراً ورأيت في ذباب سيفي ثلمةً فأوَّلتهُ هزيمة ، فإن رأيتم أن تقيموا بالمدينة وتدعونهم " فقال رجال من المسلمين قد فاتهم بدر وأكرمهم الله بالشهادة يوم أُحد : أُخرج بنا إلى أعدائنا ، فلم يزالوا به حتى دخل فلبس لامة حربه ، فلما رأُوه ندموا وقالوا : بئس ما صنعنا نشير على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والوحي يأتيه ، فقالوا : يا رسول الله إصنع ما رأيت ، فقال : " لا ينبغي لنبيٍّ أن يلبس لامة حربه فيضعها حتى يقاتل " فخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم الجمعة وأصبح في الشعب من أحد يوم السبت ، وجعل يصف أصحابه للقتال ، وجعل ظهره وعسكره إلى أحُد ، وأمّر عبد الله بن جبير على الرماة وقال لهم : " انضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من ورائنا " وكان مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ألف والمشركون في ثلاثة آلاف ، وقد وعدهم الله الفتح إن صبروا فانحرل عبد الله بن أُبي وأصحابه ورجع من الطريق وقال : يا قوم عَلاَم نقتل أنفسنا وأولادنا ، فتبعه رجل من الأنصار طلب برده ، فقال : ما حكى الله لو نعلم قتالاً لأتبعناكم "