قوله : ( مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الآية [ 117 ] .
المثل هنا بمعنى الشبه ومعناها : شبه ما يتصدق به الكافر يا محمد كشبه ريح فيها صر ، وهو البرد الشديد ( أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ) أي : زرعهم الذي أملوا( {[10679]} ) إدراكه كما أمل الكفار وجود عملهم في الآخرة .
ومعنى ( ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) : عصوا الله ورسوله فأهلكته( {[10680]} ) فصدقة الكافر كزرع هذا الظالم لنفسه ، ونفقة الكافر هنا( {[10681]} ) : صدقاتهم على أقربائهم تقرباً إلى الله عز وجل .
وقيل : نفقتهم هو ما ينفقون على قتل النبي صلى الله عليه وسلم وأذاه( {[10682]} ) .
وقيل : هي نفقة الكافر في الدنيا( {[10683]} ) .
وقيل : هي قوله بلسانه ما ليس في قلبه فهو لا ينفعه [ كما لا ينتفع ]( {[10684]} ) بالزرع الذي أصابته الريح التي فيها برد شديد( {[10685]} ) .
ومعنى ( كَمَثَلِ رِيحٍ ) أي : كمثل مهلك ريح ، فتحقيق المثل إنما هو للحرث .
والتقدير : مثل نفقة هؤلاء كمثل حرث أصابته ريح فيها صرٌ فأهلكته( {[10686]} ) ، فهو بمنزلة قوله : ( كَمَثَلِ الذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً )( {[10687]} ) والمعنى : [ كمثل ]( {[10688]} ) المتعوق به أي : مثلهم في أنهم لا يعقلون ما يقال لهم كمثل الغنم لا تعقل بما يقال لها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.