المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَثَلِ رِيحٖ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتۡ حَرۡثَ قَوۡمٖ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فَأَهۡلَكَتۡهُۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِنۡ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (117)

تفسير الألفاظ :

{ مثل ما ينفقون } مثل بمعنى مثل كشبه وشبه . { صر } أي برد شديد ، والشائع إطلاقه على الريح الباردة . { حرث قوم } أي زرع قوم ، فعله حرث يحرث حرثا ، أي شق الأرض للبذر أو زرعها .

تفسير المعاني :

مثل ما ينفق هؤلاء الكافرون رياء وسمعة كمثل ريح فيها برد أصابت زرع فوم ظلموا أنفسهم بالانهماك في المعاصي فأهلكته . وما ظلمهم الله ولكنهم هم الذين كانوا يظلمون أنفسهم بارتكاب تلك المعاصي . دلت هذه الآية على أن العبرة بالنية لا بالعمل ، فإن من بذل ماله ما يريد به جزاء ولا شكورا ، بل لأن البذل واجب إنساني لا بد من أدائه ، لا يكون كمن يبذل ماله ليقال إنه كريم أو ليتخذه وسيلة لنيل الجاه والسلطان ليذل عباد الله .